کد مطلب:109864 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

خطبه 146-راهنمائی عمر











ومن كلام له علیه السلام

وقد استشاره عمر بن الخطاب فی الشخوص لقتال الفرس بنفسه

إِنَّ هذَا الْأَمْرَ لَمْ یَكُنْ نَصْرُهُ وَلاَ خِذْلاَنُهُ بِكَثْرَةٍ وَلاَ بِقِلَّةٍ، وَهُوَ دِینُ اللهِ الَّذِی أَظْهَرَهُ، وَجُنْدُهُ الَّذِی أَعَدَّهُ وَأَمَدَّهُ، حَتَّی بَلَغَ مَا بَلَغَ، وَطَلَعَ حَیْثُ طَلَعَ، وَنَحْنُ عَلَی مَوْعُودٍ مِنَ اللهِ، وَاللهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ، وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ. وَمَكَانُ الْقَیِّمِ بِالْأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ یَجْمَعُهُ وَیَضُمُّهُ: فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ وَذَهَبَ، ثُمَّ لَمْ یَجْتَمِعُ بِحَذَافِیرِهِ أَبَداً. وَالْعَرَبُ الْیَومَ وَإِنْ كَانُوا قَلِیلاً، فَهُمْ كَثِیرُونَ بَالْإِسْلاَمِ، عَزِیزُونَ بَالْإِجْتَِماعِ! فَكُنْ قُطْباً، وَاسْتَدِرِ الرَّحَا بِالْعَرَبِ، وَأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هذِهِ الْأَرْضِ انْتَقَضَتْ عَلَیْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا، حَتَّی یَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَیْكَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْكَ. إِنَّ الْأَعَاجِمَ إِنْ یَنْظُرُوا إِلَیْكَ غَداً یَقُولُوا: هذا أَصْلُ الْعَرَبِ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ، فَیْكُونُ ذلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَیْكَ، وَطَمَعِهِمْ فِیكَ. فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِیرِ الْقَوْمِ إِلَی قِتَالِ المُسْلِمِینَ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِیرِهِمْ مِنْكَ، وَهُوَ أَقْدَرُ عَلَی تَغْیِیرِ مَا یَكْرَهُ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِیَما مَضَی بِالْكَثْرَةِ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ!